اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا, وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا. فَأَنْزِلَ برحمتك سَكِينَتك عَلَيْنَا, وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا... وأسمع القلوب إن نادينا واشهد ألا ..شهادة شهد بها لنفسه وشهدت بها الملائكة الكرام وشهد بها أولو العلم الأخيار فقال في محكم آياته.. شهد اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ...وقدوتنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا ...اللهم صل وسلم وبتارك عليك أبا القاسم يا رسول الله أما بعد فبادئ ذي بدء أسأل الله العلي القدير العون والمدد والسداد والتوفيق إنه ولي...واستفتح بالذي هو خير ربنا عليك... ربنا سألناك من جودك فاعطنا ولا تحرمنا وأذكر نفسي قبل أن ينطق لساني مَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىَ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ... فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوهُ وَلاَ تَعْصُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ، فَمَجْزِيُّونَ عَلَى إِحْسَانِكُمْ، وَمُحَاسَبُونَ عَلَى تَفْرِيطِكُمْ، وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لعلنا حينما نتكلم عن الواقع نريد أن نُعرِّفه أولاً، وأن نتبيَّن صالحه من طالحه، فإن رأينا صالحه دعونا ربنا أن يزيدنا وأن يزيد الواقع صلاحاً، وإن رأينا واقعنا طالحاً جهدنا وعملنا بأن نحول هذا الطالح إلى صالح بعملٍ منا وبدعاءٍ وتوسُّل إلى الله العلي الكبير.لو أني سألتكم الآن عن صفةٍ في التاجر تحبونها فيه، ولو سألتكم عن صفةٍ في المعلم تحبونها فيه، ولو سألتكم عن صفةٍ في الحاكم تحبونها فيه، ولو سألتكم عن صفةٍ في الطبيب، في المحامي في القاضي.. أعتقد أن الجواب الآتي سيكون بالنسبة لكم مرضياً، وجوابي لو سئلتُ عن صفةٍ أحبها في القاضي، في الحاكم، في التاجر، في المدرِّس، لقلت: الاستقامة.مَن منا حينما يريد أن يصف إنساناً ما يعدل عن أن يصفه بالمستقيم ؟ إذا أردت أن تمتدح قاضياً، أستاذاً، حاكماً، مديراً، وزيراً فإنك تقول إنه مستقيم. وهذه الكلمة من الكلمات الفصيحة ومن الكلمات المحببة ومن الكلمات المعتمدة في العلوم الإنسانية وفي العلوم التجريبية، فكلمة مستقيم لها جَرَسٌ عظيم ولها وقعٌ محبب في كل المجالات لكن السؤال الآن: ما الاستقامة ؟ الله قال إن الذين قالوا أنا أفهم الاستقامة كما يلي:الاستقامة (الألف والسين والتاء للطلب) أن تطلب تقويم أفعالك وأقوالك ونياتك. بمعنى آخر أن تجعل لأفعالك ولأقوالك ولنياتك قيمة. وإذا كان فعلك ذا قيمة عند الله وإذا كانت نيتك ذات قيمة عند الله فأنت مستقيم.فإذا ما كان قولك غير ذي قيمة، وإذا كان فعلك غير ذي قيمة، وإذا كانت نيتك ليست بذات قيمة فلست بمستقيم، فمنن أخر الصلاة عن وقتها فهو غير مستقيم ، لأنه أضاع الصلاة.ومن منع الزكاة فهو غير مستقيم لأنه أضاع الزكاة.ورجل يعتدي على الناس في أعراضهم فغير مستقيم، لفعل المحرم.ورجل يغش الناس ويخادعهم في البيع والشراء والإجارة والتأجير وغير ذلك فهذا غير مستقيم شروط الاستقامة أن يكون قولك وأن يكون فعلك وأن تكون نيتك ذات قيمة، أن تكون لكل هذه الأمور قيمة عند الله نؤكد هذا لأننا نريد من خطبة الجمعة أن تكون ورقة عملٍ معنا دائماً،لأننا لا نريد أن نخرج من هنا إلا وتستوي المعاني التي نريد تطبيقها..إذا رأيتك تفعل فعلاً لا يتناسب مع القول الذي قلته فأنت لست مستقيماً،وإذا كانت نيتك في تعاملك مع الناس لغير الله فلست بمستقيم .الله يقول لنبيه ويوصيه بالاستقامة فاستقم كما أمرتَ ومن تاب معك وهذه الآية هي التي قال عنها سيدي رسول الله..شيبتني هود وأخواتها..والله أمرنا وأوصانا بالاستقامة ..فاستقيموا إليه واستغفروه.وأنا أتوجه إلى نفسي وإلى كل أفراد مجتمعي على اختلاف وظائفهم واختلاف مناصبهم وتجاراتهم وصناعاتهم لأقول لهم ولنفسي: فاستقيموا، استقيمي يا أمتي،استقيموا أيها المسؤولون، لتكن أقوالكم ذات قيمة ولتكن أفعالكم ذات قيمة عند الله ولتكن نياتكم ذات قيمة عند الله جاء رجل إلى النبي كما في صحيح الإمام مسلم: قال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك، أريد منك قولاً بليغاً كعادتك يا رسول الله قال له النبي فلخص له النبي -أيها الأخيار- طريق السعادة وطريق النجاة في الدنيا والآخرة في كلمتين اثنتين قل آمنت بالله ثم استقم. قال: وأصل الاستقامة أن يستقيم القلب على التوحيد، فإن استقام القلب على التوحيد؛ استقامت الجوارح كلها على طاعة العزيز الحميد.
الخطبة الثانية
1. الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلهِ وَأَصْحَابهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ أتدرون في النهاية ما نتيجة الاستقامة ؟كلنا يسمع تلك الآيات التي يكررها شيوخنا كثيراً في الصلاة وخارج الصلاة... إنّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا هذه نتيجة الاستقامة. هؤلاء المستقيمين، الذين التزموا الطّريق المستقيم ملازمةً دائمة؛: لهم يوم القيامة ثمانية أشياء:تتنزل عليهم الملائكة بالبشارات.تثبتهم ألا تخافوا تطمئنهم ولا تحزنوا. تفرحهم وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.تصارحهم نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرةتكشف لهم النعم لكم فيها ما تشتهي أنفسكم تبين لهم النعيم ولكم فيها ما توعدون تعرفهم فضل الله ت عليهم نزلا من غفور رحيم. مجاهد والسدي وزيد بن أسلم، قالوا: تتنـزل الملائكة على أهل الإيمان والاستقامة وهم على فراش الموت، إذا نزل بهم الخطب الأفضع، والأمر الأشنع، وسكرات الموت.. ما كان من توفيق هو من الله وحده وماكان من تقصير هو مني ومن الشيطان أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه هذا ماأعلم الله تعالى أعلى وأعلم اللهم اجعلنا من المستقيمين ، وارزقنا هذه البشارات، وأرض عنا يا رب العالمين اللهم انا نعوذ بك من الهم والحزن، ونعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجبن والبخل ، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال اللهم وفقنا لخدمة دينك وأعنا على فعل الخير وسدد بالحق طريقنا وألهمنا رشدنا اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار ، ومن شر الغنى والفقر