قيل للحسن البصرى ما سر زهدك فى الدنيا يا امام ؟ فقال الحسن اربعة اشياء علمت ان رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى وعلمت ان عملى لا يقوم به غيرى فأشتغلت بعملى وعلمت ان الله مطلع على فاحسست ان يرانى على معصيته وعلمت ان الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى واشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا ومعلمنا محمد رسول الله اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافيه الابدان وشفائها
قالوا إلى من تنتمي فأجبتهم لمحمّد*يا ليتني أدركته و رأيت وجه محمّد
أو نلت منه قبلة في خدّه أو في اليد*يا من خلقت محمّدا علّقتني بمحمّد
عطّف عليّ محمّداَ و اجعل بقربه مرقدي
المساجِدُ بيوتُ الله، بُنِيت جُدُرها ورفِعَت قواعدها على اسمه وحدَه لا شريك له، يُعبَد فيها ويوحَّد، ويعظم فيها ويمجَّد، ويركَعُ له فيها ويُسجَد، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا .أذِنَ الله برَفعِها وعِمارتها، وأمَرَ ببنائها وصِيانَتِها، فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ بِناؤها من أعظم القُرَب لمن أخلص لله واحتَسَب، فعَن عثمانَ قال: سمعتُ رسولَ الله يقول.مَن بَنَى لله مَسجدًا يَبتغِي به وجهَ الله بَنى الله له بيتًا في الجنة.أمَرَ الشارع بتطهِيرِها وتنظيفِها وتنزيهِهَا وتطيِيبِها، فعن عائشةَ قالت: أمَرَ رسول الله ببناء المساجِدِ في الدور ـ يعني: في القبائل ـ وأن تُنَظَّف وتُطَيَّب. هِي أحبُّ البقاع وأطهر الأصقاع، فعن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله قال..أحَبّ البلاد إلى الله تعالى مساجدُها، وأبغَضُ البلاد إلى الله أسواقُها ولِعظيمِ فضلها وشريفِ مكانتها شُرِع لقاصدها من الآداب والسنَن والأحكام ما يحسُن التنبيهُ عليه؛ رعاية لحرمتها وتذكيرًا بحقِّها.يُستَحَبُّ لقاصِدِ المسجد أن يتجمَّل لصلاتِه بما يستطيع من ثيابِه وطيبِه وسِواكه، قال يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وعن ابنِ عمر قال: قال رسول الله إذا صلَّى أحدُكم فليبَس ثوبَيه، فإنَّ الله أحقُّ مَن يُتزيَّن لهولا يجوز أن يصلِّيَ في ثوبٍ رقيق يَشفّ عنه أو ضيّقٍ يكشف عن عورته أو قصيرٍ ينحسر عن سَوأته، وتحرُم صلاته في ثوبٍ فيه صورة أو ثوبٍ مسبِل، فعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله يقول من أسبل إزارَه في صلاتِه خُيلاءَ فليس مِنَ الله جلّ ذِكرُه في حلٍّ ولا حَرام.وعلى المصلِّي اجتنابُ الروائحِ الكريهة في ملبسِه ومأكله، فلا يؤذِي إخوانه المصلين ببخَر فمِه وقَذَر أنفِه وطَفَسِ ريقِه ونَتَن رائحته، فعن جابر أنَّ رسول الله قال مَن أكَلَ البصلَ والثومَ والكرّات فلا يقربنَّ مسجدنا؛ فإنَّ الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم وعلى المسلم إذا خرج يخرج للصلاة بسكينة ووقار، ويقارب خُطاه، ولا يشبِّك أصابعَه، وإن سمع الإقامةَ لم يسعَ إليها، فعن أبي هريرَةَ قال: قال رسول الله إذا سمعتمُ الإقامةَ فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقارِ، ولا تسرِعوا، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتَكم فأتمّوا.وإذا أقيمَت الصّلاةُ فيحرُم على المصلّي أن يشرَعَ في نافلةٍ أو سنّة راتبة في أصحّ قولي العلماء؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله إذا أقِيمَت الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتوبة..ومِن اختلافِ بعض المصلين على الإمامِ ومخالفَتِهم لجماعةِ المسلمين دخولُهم المسجدَ في صلاة الفجر خاصّة والإمام يصلّي فلا يلتحقون بالجماعةِ حتى [يصلّوا] سنّةَ الفجر خلفَ جماعة المسلمين، وهذا فعل محرَّم وبدعة محدَثَة لا أصلَ لها، وفاعلُها مخالفٌ لأمر النبيِّ محمد فعَن عبد الله بنِ سرجس قال: جاءَ رجل والنبيُّ يصلّي الصبحَ، فصلَّى الركعتَين ثمّ دخَل مع النبيِّ في الصلاة، فلما انصرَفَ قال له رسول الله يا فلانُ، أيَّتهُما صلاتَُّك: التي صلَّيتَ وحدك أو التي صلَّيت معنا؟ قال ابن عبد البر: "كلُّ هذا إنكارٌ منه لذلكَ الفعل، فلا يجوزُ لأحدٍ أن يصلِّيَ في المسجد شيئًا مِنَ النّوافل إذا قامَت المكتوبة".ومَن فاتَته سنّةُ الفجر فيُستَحَبّ له قضاؤها بعدَ ارتفاع الشمس قيدَ رُمح؛ لما روى أبو هريرةَ أنَّ النبيَّ قال..من لم يصلِّ ركعتي الفجر فَليصلِّهما بعدما تطلُع الشّمس.. وإن قضاها بعد صلاةِ الفجر قبل أن تطلع الشمس جازَ؛ لحديث قيس بن عمرو قال: رأَى رسول الله رجلاً يصلِّي بعد صَلاةِ الصبح ركعتين، فقال رسول الله :صلاةُ الصبحِ [ركعتان] فقال الرجل: إني لم أكن صلَّيتُ الركعتين اللّتين قبلهما فصلَّيتهما الآن، فسكت رسول الله ..المصلُّون في المسجدِ كلُّهم سواء، فمن سبَقَ إلى مكان في المسجدِ استحقَّه، ومن أقامه منه بغيرّ حقٍّ فهو مغتصِب، فعن ابن عمر عن النبيِّ قال..لا يقيمَنَّ أحدكم الرجلَ من مجلسِه ثم يجلس فيه.. وليس لأحدٍ أن يتحجَّر من المسجد شيئًا، فيضَعَ سُجّادةً أو بساطًا أو عصا أو غير ذلك قبل حضورِه، أو يوكِّل من يحجز له، وليس لشيء مما وضَعَ حرمةٌ، بل يزال ويُصلَّى مكانَه. ومَن سبَق إلى مكانٍ في المسجدِ ثم فارَقَه لتجديدِ وضوء ونحوِه فلا يبطُلُ اختصاصُه به، وله أن يقيمَ من قعد فيه، ويجِب على القاعد طاعتُه، فعن أبي هريرةَ أن رسول الله قال من قام من مجلسِه ثم رجَع إليه فهو أحقُّ به. وعلى قاصِد المسجد أن لاَ يؤذِيَ إخوانه المصلّين بتخطِّي رقابهم ومضايَقَتهم ومزاحمَتِهم ومحاولةِ اقتحام الصفّ عليهم مع تعذُّر ذلك بسبَبِ الضيق والازدحام الشديد، أو بالتشويشِ عليهم بالجهر بالقراءةِ والدعاء، فعن أبي سعيد الخدريّ قال: اعتكف رسول الله في المسجدِ، فسمعهم يجهرون بالقراءةِ، فكشف السترَ فقال ألا إنَّ كلَّكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذِيَنَّ بعضكم بعضًا، ولا يرفَع بعضكم على بَعضٍ في القراءة.أو قالفي الصلاة.. وممّا تُصان عنه المساجد الأقوال الرذيلَة والأحاديثِ السيّئة واللَّغط والأصوات المرتفعة، قال سعيد بن المسيّب من جَلَس في المجلس فإنما يجالِس ربَّه، فما حقُّه أن يقولَ إلا خيرًا".جعلني الله وإيّاكم من الهداة المهتدين المتَّبعين لسنّة سيد المرسلين، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمينَ من كلّ ذنب وخطيئَة، فاستغفِروه إنه كان للأوّابين غفورًا.
الخطبة الثانية
أوصيكم واوصي نفسي قبلكم بتقوى الله وكثرة الصلاة والسلام على سيدي ونور قلبي محمد تنفيذا لأمر الله ..ان الله...هاهو يقول :من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عليها عشرا ومن صلى علي عشرة صلى الله عليه بهن مائة ومن صلى علي مائة صلى الله عليه بهن الفا ومن صلى علي الفا زاحم كتفه كتفايا يوم القيامة ...ما من يوم جمعة الاولربكم فيه ساعة اجابة فخلصوا قلوبكم وادعوا ربكم وهزوا ابواب السماء علها تكون هذه الساعة :اللهم أصلح فساد قلوبنا وانزع الغل والحسد من صدورنا واصلح...