أحداث شارل ايبدوا

الحمد لله رب العالمين تعاظم ملكوته فاقتدر وتعالى جبروته فقهر ووعد من شاء ونصر ورفع أقواما وخفض أقواما أخر وأنزل في محكم الآيات والسور اقتربت الساعة .. فسبحانه لا يرى بالبصر ويستدل عليه بالعبر وخلق كل شيء بقدر لا يضره من كفر ولا ينفعه من شكر  واشهد ..الواحد فلا يجحد الشكور الذي لايشكر سواه ولا يحمد العلي الذي إليه الكلم الطيب يصعد وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه من البشر ذو المجد الأغر، والوجه الأنور والجبين الأزهر والفضل الأظهر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السادة الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا سمعناَ وشاهدناَ وسمِعْتُم وشاهدتُم ما تناقلتْهُ وسائلُ الإعلامِ المختلفةِ ما وقع في فرنسا بحر الاسبوع الماضي في مجلة تشارلي ايبدو الفرنسيةوأنا أريد ان أتحدث في هذه الدقائق عن العنف والعنف المضاد الذي يستفز مشاعر المسلمين ولا يحترم قيم المسلمين ويرسموا رسومات تضر بالدين ساخرة بالنبي الكريم ويتهمونه بأنه بالإرهاب أو أنه كان يشرب الخمر والسيجار أو أنه رجل حرب إرهابي.. فتحركت الدنيا لهذا الحادث الموصوف في كل بيانات الحكومات العالمية والعربية والإسلامية غير أن أحداً من مصدري تلك البياناتلم يقل بأن السبب في هذا الحادث إنما هو تعدي المجلة على حرية الاعتقاد وازدراء الأديان مما دفع قلة غير مسئولة لا تمثل إلا نفسها وفكرها للتعدي على حرية الرأي والتعبير. لم يذكره بيان واحد من هذه الدول هو إدانة للمجلة التي أساءت إلى أكثر من مليار و650 مليون مسلم حول العالم يتبعون هذا النبي محمد  والعالم كله يشاهد ..ماذا يتوقع لا بد من العنف المضاد العالم الذي يرى أمريكا تدمر بلدا كاملا كالعراق تدمر جيشه تودع الأبطال والشرفاء في سجن ابي غريب ماذا يتوقع الناس لا بد من العنف المضاد ويظلم الناس زورا ويسجنون في غوانتناموا وبدون محاكمة ماذا ننتظر إخوة الايمان لا بد من العنف المضاد.. العالم حينما يرى إخواننا في فلسطين في ثلاث حروب متتاليات يقتل فيها أبناؤنا نساؤنا رجالنا تدمر بيوتهم وآخر حرب حرب51 يوم دمرت العمارات والمنشآت والمزارع وقتل أكثر من ألفين وأكثر 10 آلاف جريح...يدنسون المسجد الاقصى ويلعبون داخل باحاته ويعملون من أجل تدميره وبناء هيكلهم المزعوم ماذا ننتظر؟؟ اقول في المقابل أين كان العالم عندما قتل أبناؤنا في غزة لمدة 51 يوما بالطائرات والحواماة ؟ لماذا لا يتم التنديد بالمجازر التي تعرفها المناطق العربية والإسلامية والضحايا فيها بالآلاف لماذا العالم لم يتكلم لم يشجب ولم يسخط ولم يتحرك يريدونها كما خططوا لها ولا تهمهم حريةالتعبير.رأيناكم وقفتم وقفة واحدة ضد الدماء ضد الدم الذي سقط في فرنسا فهل دم هؤلاء أفضل من دماء أهل غزة؟؟دم سفك في فرنسا تحركت القنصليات تحركت المجامع الفقهية والعلمية والامم المتحدة والبيت الابيض لماذا لم يتحركوا عندما يموت ابناؤنا حينما تفتح السجون للأبرياء أين الضمير الانساني نريد أن نبين العنف لا بد له من عنف مضاد لذالك ينبغي على عقلاء في شتى انحاء العالم ان يحذروا شعوبهم بأن يمسوا المقدسات وألا يستفزوا مشاعرهم لأنهم سيولدوا العنف المضاد هناك محاولات ربط أحداث فرنسا بالإسلام وهذا يعود إلى الجهل إذا أحسنّا الظن أو الغرض ..ليس هنالك من لايرى أنّ ما حدث في فرنسا فعل غير مبرّر حسب القيم الإسلامية أدانته البلاد الإسلامية هذا لا يعني أنّ الأسباب التي أدت إليه غير مبررة من الناحية الشرعية أيضاً..الإسلام يرفض،بل يحرم قتل النفس وإزهاق الروح. من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل النّاس ..والحرية من أعظم القيم الإسلامية.منذ متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً...والإسلام دين الحرية حتى في العقيدة مادامت في حدود المعنى من شاء فليؤمن .. الحرية ليس أن تسبني وتسبّ نبي وديني هذه ليست حرية  انما الحرية أن تحترمني وتحترم مبادئ وديني وقيميلعن الله حريةً تحول الإنسان إلى حيوان بهيم يسب ربه ويستهزئ برسوله وتباً وسحقاً لمن برّر للإلحاد والمروق من الدين وإهانة الشريعة،ونحن أمة الإسلام لدينا مقدسات ومحرمات وخطوط حمراء لا يجوز النيل منها ولا الاعتداء عليها دونها الأرواح والدماء والجماجم..
الخطبة الثانية
نحن نؤمن بمحمدٍ ونحبه، ونحب عيسى، ونحب موسى، ونحب لوطًا وشعيبًا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وهودًا وصالحًا، لا نفرق بين أحد من رسله، كلهم صدَقة، كلهم بررة، كلهم أنبياء، لهم جلالتهم، ولهم مكانتهم، ولهم قدرهم؛ لا يجوز أبدًا أن يُتنقَص أحد منهم، ولا أن يُستهزأ به. إن الذي فعله أولئك هو استهزاء بنا جميعًا، استهزاء بالمسلمين، إنه استهزاء بقائدنا الذي نقتدي به في أقوالنا وأفعالنا، ونسمي عليه أبناءنا، ونتنافس في معرفة قصصه وأخباره هو الذي هدانا الله به إلى الصراط المستقيم، وعلمنا الدين القويم، فلا نرضى أبدًا أن ينبري فجار يستخفون بديننا، لا نرضى أبدًا أن يستخفوا بديننا ولا بكرامتنا.وإن حالهم وحال كل من يسب النبي  كحال الباصق على الشمس، لا يتعدى رأسه حتى يرجع إلى وجهه.  أهل الإيمان: نَعَمْ للغَضَبِ على عِرْضِ النبي ونَعَمْ للحَنَقِ من سفالةِ الكفرةِ المُتَسافِليِن،وهذه الغَيرةُ والحِمَمُ الصَّدْريَّةُ من العملِ الصالحِ المأجور، ولكنْ؛ أَجملُ من ذلك وأَنْفعُ أنْ تَتَحولَ هذه العاطفةُ إلى واقعٍ وعملٍ بالتعريفِ بالنبي - وارتباطِ الأمةِ بهديِه وسُنَّتِه، وخُلُقِهِ ودعْوتِه، فأعظمُ ما يغيظُ هؤلاءِ الكفرة الشانِئِين الشامتين أنْ يروا نورَ محمدٍ  يَعلو في الآفاق.فيا كلَّ صاحبِ لسانٍ وقلم، ويا كلَّ أبٍ ومربٍّ، هذا أوانُ الدفاعِ عن العرضِ الشريفِ، فكونوا دعاةً لسيرتِه، حماةً عن شريعتِه، وتواصوا على هذا النهجِ والخيرِ دهرَكم، فأنتم -واللهِ- على خيرٍ، وإلى خيرٍ:
هي دَعْـوةُ شَعْـِبيَّةٌ سِلْمِيَّـةٌ * لا الشَّجْبُ يُطْفِئُها ولا الأَعْذَارُ
هذا جوابُ الشَّعْبِ رَغْمَ هَوانِه * وغَـدًا يُجيبُ الواحدُ القهارُ
اللهم عليك بمن يتطاول على الاسلام واهله اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاخرس لسانه وشل اركانه واحرق بيته ودمره هو واهله ومن هم على شاكلته اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل، اللهم بك نصول اللهم أغثنا بنصر نبينا ونصر دينك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم عليك بمن سب رسولك، . اللهم شل يد من اساء لنبينا اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك، اللهم اجعلنا لهديه مهتدين ولسنته مقتدون ولحوضه من الواردين ومعه يوم القيامة من الفائزين